تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > قائمة الأخبار > سبوت : معهد الشرق الاوسط: مخاطر الاستهانة بالتهديد الحوثي
source icon

سبوت

.

معهد الشرق الاوسط: مخاطر الاستهانة بالتهديد الحوثي

كتبت فاطمة أبو الأسرار، وهي باحثة غير مقيمة في معهد الشرق الأوسط، مقالاً نشرع المعهد نفسه بعنوان "مخاطر الاستهانة بالتهديد الحوثي"، استهلته قائلة إنه في اليوم السابق للهجوم الذي شنته حماس يوم 7 أكتوبر على جنوب إسرائيل، نشرت صحيفة "المسيرة" التابعة لميليشيا الحوثي مقالاً بعنوان "السلام مع اليهود هو في مواجهتهم، وليس مصافحة أيديهم"، انتقد بشدة دول الخليج العربية لاستعدادها للنظر في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، واصفاً ذلك بأنه استسلام لنفوذ الولايات المتحدة وإسرائيل الإقليمي. ويُعد هذا الموقف القتالي المناهض للولايات المتحدة وإسرائيل متجذراً بعمق في روح الحوثيين، والتي، كما يوضح شعارهم، تتضمن معارضة شديدة لليهود وتدعو إلى تدمير إسرائيل والولايات المتحدة. وقد ظهرت حركة الحوثي، وهي فصيل شيعي مسلح يتبع المذهب الزيدي ومتحالف مع "محور المقاومة" الإيراني، في البداية كجماعة محلية داخل اليمن، وكثيراً ما جرى الاستهانة بها كتهديد عالمي بسبب بعدها الجغرافي عن الولايات المتحدة وإسرائيل. ومع ذلك، بعد استيلائهم على صنعاء وعلى الحكومة اليمنية في عام 2014، عزز الحوثيون سيطرتهم بالقوة على جزء كبير من البلاد، ما دفع التحالف الذي تقوده السعودية إلى التدخل عسكرياً في مارس 2015 وأشعل مواجهة جيوسياسية مع السعودية والإمارات ظلت مستمرة منذ ذلك الحين. ويُفسر هذا الصراع الذي طال أمده عادة على أنه صراع بين إيران والسعودية على النفوذ في اليمن، ولكن هذا المنظور يهمل استراتيجية إيران الأوسع نطاقاً المتمثلة في حشد شبكة عابرة للحدود، شيعية إلى حد كبير، من القوى تحت راية محور المقاومة، وهي شبكة لديها القدرة على زعزعة الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة العربية وخارجها. وقد أظهر تعبير الحوثيين عن تضامنهم مع حماس من خلال شن هجمات مستهدفة على إسرائيل في أكتوبر 2023 بوضوح نفوذ إيران وأجندتها في اليمن. فمن خلال الاشتباك المباشر مع إسرائيل، لم يوسع الحوثيون نطاق الصراع الإقليمي المستمر إلى جانب قوى أخرى في سورية والعراق ولبنان فحسب، بل غيروا أيضاً الحسابات الاستراتيجية لجهات معنية متعددة في الشرق الأوسط، وهو ما يضيف تعقيداً إلى شبكة معقدة بالفعل من التحالفات والعداوات. ورغم البعد الجغرافي للحوثيين عن إسرائيل وقدراتهم المحدودة، يُعتبر التهديد الذي يمثلونه حقيقياً للغاية، وفي حالة الاستهانة به، سيتمكنون من عرقلة الجهود الدبلوماسية وزعزعة استقرار المنطقة، مع ما يترتب على ذلك من عواقب كارثية محتملة. وتشير الكاتبة إلى أن احتمال تصاعد الصراع، مع تهديدات تواجه القواعد الأمريكية ودول الخليج وطرق الشحن الحيوية، يظل مصدراً لقلق بالغ. وقد أشار محمد عبد السلام، كبير مفاوضي الحوثيين، علناً إلى إسقاط طائرة أمريكية مسيرة فوق اليمن، مؤكداً في يوم 10 نوفمبر التزام الجماعة بدعم حماس والقضية الفلسطينية. ويملك الحوثيون سجلاً موثقاً يحفل باستهداف ناقلات النفط والبنية التحتية في البحر الأحمر، وقد هددوا مرة أخرى بمهاجمة السفن الإسرائيلية هناك، وهذا يؤكد قدرتهم على تعطيل التجارة والأمن الإقليميين. وقد ركز خطابهم بشكل متزايد على دولة الإمارات بسبب علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل. ومع القدرات المعززة والدعم الإيراني، يمكن للحوثيين الاستمرار في هجماتهم على إسرائيل وتوسيع نطاقها، ما سيهدد الاستقرار الإقليمي. وقد يؤثر هذا التصعيد بشدة في اقتصاد دول الخليج وأمنها، وربما يعكر صفو أسواق النفط العالمية، ويؤثر في ديناميكيات الصراع في اليمن. ورغم تطبيع العلاقات بين السعودية وإيران في وقت سابق من هذا العام، والذي وافقت إيران بموجبه على وقف شحنات الأسلحة إلى الحوثيين -وهو وعد لم تف به، على حد قول الكاتبة – يشير استعدادهما المستمر لاستغلال التوترات الإقليمية إلى عدم فعالية هذه التدابير. ويجب على المجتمع الدولي، وخاصة أصحاب المصالح الأمنية في الخليج والبحر الأحمر، أن يظل في حالة تأهب لتصرفات حركة الحوثي وقدراتها المتطورة. وتلفت الكاتبة إلى أنه لا شك في أن سلوك الحوثيين سيؤدي إلى تعقيد المحادثات السعودية-الحوثية الهشة مع استمرارهم في إظهار التزامهم بتعزيز أجندة إيران على حساب أمن اليمن القومي والاستقرار الإقليمي في الخليج، حيث تقوض هذه الهجمات تدابير بناء الثقة وتزيد التوترات بين الطرفين. كما أنها قد تجعل السعودية، التي تواجه ضغوطا دولية لإنهاء تدخلها العسكري في اليمن، أقل ميلا للدخول في مفاوضات مع الحوثيين. ومن ناحية أخرى، يرى الحوثيون أن تكتيكاتهم العدوانية ناجحة، ما يقلل من استعدادهم للتوصل إلى تسوية. وتبدو احتمالات التوصل إلى حل سلمي للصراع غير مؤكدة على نحو متزايد، ولا يزال الطريق إلى الأمام مليئاً بالتحديات. وترى الكاتبة أن عمليات الحوثيين تشكل اختباراً حقيقياً لتحمل المجتمع الدولي واستجابته للنفوذ المتصاعد للجماعات الإرهابية والميليشيات المارقة وغيرها من القوى من غير الحكومات. وتشكل تصرفات مثل هذه الجماعات تحديا متزايدا للقوى العالمية، التي تكافح من أجل كبح جماحها رغم التفوق التقني والموارد الوفيرة. ويكتسب هذا الأمر أهمية خاصة في وقت كان فيه زخم الجهود الرامية إلى تطبيع العلاقات العربية-الإسرائيلية ينمو قبل هجوم السابع من أكتوبر والحرب اللاحقة على غزة. وفي هذه المرحلة، تحتاج الولايات المتحدة إلى تعميق تحالفاتها في الشرق الأوسط؛ حيث أصبح من الواضح بشكل متزايد أن التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية بين القوى الإقليمية أمر ضروري، فلن يساعد في التصدي بفعالية للتهديدات المباشرة فحسب، بل أيضاً في بناء استراتيجية طويلة الأجل للسلام والاستقرار في المنطقة. وعلاوة على ذلك، يجب أن تواصل جهود الولايات المتحدة الحالية ووجودها البحري مواجهة واعتراض صواريخ الحوثيين وطائراتهم المسيرة. وتتطلب معالجة التهديد الحوثي اتباع نهج متوازن، يمزج بين التدابير الأمنية القوية والجهود الدبلوماسية لمعالجة القضايا السياسية والاجتماعية الجذرية التي تغذي الصراع. ويشمل ذلك تعزيز الحل السياسي في اليمن، والحد من نفوذ إيران الإقليمي، ومعالجة المخاوف الإنسانية. ومن الضروري تعطيل تدفق الأسلحة والدعم المالي إلى الحوثيين، وخاصة من إيران؛ ويمكن أن تحد العقوبات المستهدفة والضغوط الدبلوماسية من قدراتهم العملياتية وتشجع المشاركة في محادثات السلام. وتختتم الكاتبة المقال بالإشارة إلى أن الاستهانة بالحوثيين أو الفشل في معالجة السياق الأوسع لاستراتيجية إيران الإقليمية يمكن أن يسفران عن عواقب مدمرة، وهو ما يؤكد الحاجة إلى استجابة دولية شاملة ومنسقة لضمان الاستقرار والأمن الإقليميين.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية